مشاعر واحاسيس حلوة كتير فقلت بنقلها الكن
يارب تعجبكن وتستفيدو منهاووتحكو
غيدااااااااء كتير زوء
يارب ديم المحبة
قصة حب عمرها ربع قرن
منى الأسمر
الأرواح جنود مجندة
اليوم: الثلاثاء 7 ذو الحجة 1430 الموافق 24 نوفمبر 2009
الوقت: قرابة الساعة 11 صباحا
المكان: مكة المكرمة
شعرت برجفة تسري في أوصالي أول ما أخبرتني أنها في طريقها إليّ لنحقق حلماً طالما دغدغ مشاعرنا طيلة 24 عاما.. نعم أخيرا سألتقي بـ"السعدية"..
لم أستطع الجلوس و بقيت على توتري وأنا ماسكة بهاتفي الجوال وأنتظر منها اتصالاً لتخبرني أنها وصلت إلى مقر إقامتي.. يا لها من مشاعر مختلطة بين الفرحة والرهبة والقلق والسرور.
رن الهاتف وسمعتها تقول لي أنها بالطابق الأرضي، غير أنني طلبت منها الصعود إلى الطابق المخصص للسيدات، خوفاً من تبعات لقاء العمر هذا، فقد كان من الصعب ضمان ردة فعلي عندما أراها أول مرة أمام رجال غرباء.
تسمرت عيناي على لوحة المصعد، وكاد قلبي أن يخرج من مكانه من سرعة دقاته.. توقف المصعد وفتح الباب وخرجت منه السعدية.. للحظات وقفت أتأملها وأنظر إليها وكأني في حلم جميل.. هي هي كما شاهدتها في الصور لم تتغير، كما هي جميلة ورائعة.. وجه حنون ينم عن قلب طيب تعلوها ابتسامة رقيقة.. تعانقنا وبكينا.. ما أجمله من لقاء بشفافية دموع الفرح التي بللت خدودنا.
لقاء مدته 15 دقيقة
مر كل شيئ كحلم جميل، كم هو صعب أن تختصر ربع قرن من المشاعر في لحظات قليلة، لقد كانت في عجلة من أمرها فشقيقها كان في انتظارها بسيارة الأجرة أمام باب المبنى؛ فاكتفينا بربع ساعة لنروي عطش ربع قرن وأنهينا اللقاء الرائع بروعة المكان والزمان الذي أكرمنا الله باللقاء فيه.. غادرت السعدية غرفتي وزميلاتي اللواتي تحلقن حولنا كنّ في حالة ذهول وعدم تصديق بعد ما عرفن بقصتنا "الفريدة".
عندما اتصلت بي ذلك اليوم لكي تخبرني فيه أنها ذاهبة للحج هذا العام، كانت تعتقد أنها ستكون قريبة مني نسبياً بالمقارنة مع مكان سكنها بالدار البيضاء وإقامتي في الدوحة، ولكنها عندما علمت بنيتي بالذهاب أنا أيضا للحج بكت ولم تستوعب ما أقول، أما أنا فقد كنت في حالة صدمة وذهول ولم أذق طعم النوم ليلتها؛ هل فعلا لحظة اللقاء قد اقتربت؟ وأن الله سوف يكرمنا هذا الكرم ويجعل لقائنا في أشرف بقاع الأرض؟.
وذات ليلة وبعد هذه المكالمة بأيام، استيقظت من النوم على رؤيا جميلة استبشرت فيها خيراً كثيراً، حلمت أني أقف على باب منزل السعدية وأدق جرس الباب وأنا أحادث نفسي بصوت مسموع وكلي سعادة وفرح: اليوم سألتقي السعدية.. اليوم سألتقي السعدية، وفتح الباب ابنها عبدالرحمن ودخلت وجاءت السعدية وتعانقنا عناقاً حاراً.. قلت لنفسي هذه هي البشرى من الله، لقد أذن الله لنا أن نلتقي أخيراً.
ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان في صباح تلك الليلة، لقد علمت بأن اسمي ليس بين أسماء من تمت الموافقة عليهم للذهاب إلى الحج هذا العام.. كدت أنهار من الصدمة، لكن صوتاً من أعماقي ظل يكرر: لا، لا، سوف يتحقق الحلم.. لقد كان ظني وثقتي بالله أنه لن يخيب رجائي
وأملي ورغبتي بالحج هذا العام وسوف يجعل لي مخرجاً من عنده.
لقد كانت أياما عصيبة وكنت فيها على تواصل مستمر مع أختي السعدية، وكانت هذه الرؤيا دافعاً ومثبتاً لي بأن الله سوف يجعل لي مخرجا، حتى جاءت الموافقة والحمد لله على فضله ومنته.
من الخليج إلى المحيط
من هي السعدية؟.. ربما هذا الذي تودون معرفته وما قصة ربع قرن من الصداقة والأخوة الإيمانية؟..
كان ذلك في الربع الأخير من عام 1985، وكنت لا زلت بالمرحلة الثانوية، وكانت عندي رغبة قوية بالتعرف على بلدان المغرب العربي.. غامضة تلك البلاد غموضا يخفي جمالاً وسحراً، وكانت لدي رغبة شديدة بالتعرف على أخت من تلك البلاد، وكنت وقتها أتابع بشغف مجلة ماجد وأحرص على قراءتها أسبوعياً، وكانت أول ما تقع عليه عيناي هي صفحة هواة المراسلة لعلي أجد من أبحث عنها وكنت أضع شروطا للفتاة التي سأراسلها، أهمها حبها للمراسلة والقراءة وأن أشعر بميل لمراسلتها.
استمر البحث إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أتذكره كأنه مر بالأمس.. لا زلت أتذكر صورتها بالمجلة، وأذكر أني بمجرد رؤيتي لها قلت لنفسي وبصوت مسموع: هذه من أبحث عنها!.
استعنت بكل ما كان عندي من مهارات كتابية وكتبت لها أول رسالة وكانت بتاريخ 1 سبتمبر 1985، وأخبرتها عن نفسي وهواياتي بتفصيل غير ممل وشيء من التحفظ، وانتظرت الرد، وأذكر تعليقات أهلي يومها بأنها لن ترد علي ولا فائدة ترجى مما أفعله وما إلى ذلك من التعليقات المثبطة لهمتي، ولكني لم أكترث لها، شيء في داخلي كان يشد من أزري ويخبرني أنها سوف ترد علي، وأخيرا وصلني ردها وطرت من الفرحة بالرسالة التي وصلتني منها، وكانت بداية المشوار لأختين اجتمعتا على حب الله.
بدأت علاقتنا منذ عام 1985 ولم يكتب الله لنا اللقاء وجها لوجه إلا عام 2009، ولكن هناك أمور كثيرة كنا نلتقي فيها، صفات كثيرة اكتشفنا أنها تجمعنا، أمور كثيرة نحبها وأخرى نبغضها.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال أن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف.
بدأت مراسلتنا بالرسائل العادية وتطورت إلى الرسائل الطويلة التي تمتد إلى صفحات وصفحات ثم زادت وزادت إلى أن وصلت لكتابة رسائل مطولة يستوعبها دفتر تزيد صفحاته عن 50 ورقة، وحسب تقنيات ذلك العصر استخدمنا الرسائل الصوتية عن طريق الأشرطة، إلى أن فتح الله علينا في عصر ثورة الاتصالات بنعمة الجوال والبريد الإلكتروني وما زلنا نتواصل ونكتب لبعض.
لقد كان هناك توارد غريب بالأفكار بيننا، فمرات كثيرة كنت أكتب لها عن أمر ما، وقبل أن تصلها رسالتي كانت تصلني رسالة منها تخبرني بنفس الأمر، وكنا دوما نفسر هذا الأمر بأنها علامة على رعاية الله لعلاقة الأخوة والمحبة التي تجمع بيننا.
ولم تخل صداقتنا من المقالب والمواقف الطريفة التي كنا نقع فيها من أهلنا الذين كانوا يتلاعبون بأعصابنا عند وصول رسالة لأحد منا، فهم يعرفون جيداً معنى وصول رسالة لأحد منا من الطرف الآخر.
في رحاب بيت الله
من الذكريات الرائعة التي لا يمكن أن أنساها هي كيف تصور كل واحدة منا لحظة اللقاء.. كنا دوماً نحلم بيوم اللقاء وكيف كل واحدة منا تخبيء المفاجآت للأخرى، وماذا تخطط لها من أمور لكي تسعدها بالزيارة؛ هي كانت تحلم بأنني عندما أزورها في الدار البيضاء إلى أين ستأخذني، وكانت تسرد علي ذلك بأسلوب قصصي بمنتهى الروعة، وأنا كنت أحلم معها بأنها ستأتي لزيارتي في الدوحة
منقوللللللللللللللللللللللللللل
حتى الوردات منقولين اي يارب تعجبكن