كنت أرفل في أثواب الصحة والعافية ليس بي أدنى ألم أو أدنى نصب : وكثيراً ما قرأت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) لم أكن أعي الحديث بالمعنى المقصود أو بالأصح لم أكن أعيه . كما وعيته الآن وفي هذه الأيام فجأة وبين عشية وضحاها تتبدل الاحوال .. وتنقلب الموازين ، ألم شديد في منطقة البطن ، وحمرة
داكنة تعلو مكان الألم .. مالذي حدث ، لست أدري .. وبعد يوم كامل من الألم والمعاناة ظهر ورم في منطقة البطن ، هرعت إلى المستشفى ، تحاليل وفحوصات وأشعة والنتيجة بعد يومين عدت من حيث أتيت ، ولا تسألوني عن حالتي عندما عدت ... فقد صغرت الدنيا في عيني حتى ما عادت تساوي عندي جناح بعوضه كيف كنت أؤمل فيها آمالاً عظاماً في المستقبل القريب والبعيد : ماعدت أعلم ماذا
وغسلت ملابسي فلعلي لا أرتديها بعد اليوم مطلقاً حرصت على توزيع ما حوته غرفتي من أشرطة وكتيبات ! لعل أجرها يصلني بعد رحيلي عن هذه الدارحافظت على النوافل ، وحرصت على ذكر الله في كل حال ... وجعلت لتلاوة القرآن أكثر وقتي حرمت من نوم الليالي لسوء حالتي النفسية فحرصت على أداء صلاة التهجد لعل الله أن يتقبل مني
أيقظتها من نومها ... أماه أبشري بسلامة ابنتك.. أماه .. أماه " ما لذي حدث ؟! .. أناديها فلا ترد عليَّ ..... بكيت .. بكيت بمرارة كم كانت حزينة لما ألم بي خشية أن أفارقها..... واليوم أراها تفارقني هي رغما عني وعنها رب صحيح مات من غير علة ورب مريض عاش حينا من الدهر : قال صلى الله عليه وسلم من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها