فأنت حين تقول: آمين في الأرض، تقول الملائكة: آمين في السماء ..
فإذا توافق قولك مع قول أحد الملائكة، غُفِرَت لك جميع ذنوبك ..
ولا تقولها وأنت مُستغنٍ وغير مبالٍ هل يُستجاب لك أم لا .. فلو أن رجلٌ حُكِمَ عليه بالإعدام، ووقت تنفيذ الحُكم طُلِبَ منه أن يُكلم أوليـــاء القتيل ليعفو عنه .. فإن عفو عنه نجى، وإلا قُتِل ..
فما بــــالك وأنت تطلب العفو من ربِّ العالمين؟
فعليك أن تُظهر لله تعالى حاجتك، واعلم أنه لا يستجيب من قلبٍ غافلٍ لاهٍ ..
ثم بعد ذلك تشرع في قراءة القرآن ..
بينما قد نُهينا عن قراءته أثناء الركوع والسجود؛ عن ابن عباس قال: قال رسول الله "ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا .." [رواه مسلم]
يقول ابن القيم "ولما كان أشرف أذكار الصلاة: القرآن، شُرِعَ في أشرف أحوال الإنسان وهي هيئة القيام التي قد انتصب فيها قائمًا على أحسن هيئة" [شفاء العليل (24:46)]
والبعض يقرأ القرآن دون أن يستشعر معانيه أو يشعر بشيءٍ تجاهه، كأنه يقرأ صحيفة أو مجلة !
وأمرنا سبحانه وتعالى بترتيل القرآن .. {.. وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]
وليس المهم الكم الذي تقرأه من الآيات، بل كيفية قرائتك لها ومدى تأثرك بها ..
يقول ابن القيم "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله" [الفوائد (1:1)]
وتذكَّر المفتـــاح السحري للخشوع في الصلاة:
قاعدة التعايش مع القرآن
لقد أعطانا الإمام ابن القيم القاعدة التي نستطيع استشعار آيـــات القرآن بها، حتى دون أن نقرأ التفسيـر ..
1) فأنت تشعر بالحب .. عند مرورك بآيـــات الأسماء والصفات والتي تتحدث عن الذات الإلهية وإنعام الله عزَّ وجلَّ عليك .. فينشرح صدرك بالمحبة، لعل الله تعالى أن يحبك.
2) وتشعر بطيب القلب والسعادة والراحة .. عند مرورك بآيـــات الرحمة والمغفرة.
3) وتشعر بالخوف والقلق، وينجذب قلبك للقرآن فلا تشرد عنه .. عند مرورك بالآيات التي فيها ذكر الخوف والعدل والانتقام من الأمم السابقة.
قال تعالى {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21]
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيــــاكم الخشية،،