الحديث رواه الإمام مسلم وأصحاب السنن الأربعة .
مفردات الحديث
مجدني عبدي : عظمني وشرفني .
فوض إلي عبدي : رد الأمر إلي .
منزلة الحديث
هذا الحديث يبين فضل سورة الفاتحة ومنزلتها من الدين ولذا قال بعض السلف مبينا ما لهذه السورة من شأن عظيم عند الله : " أنزل الله عز وجل مائة وأربعة كتب جمع علمها في أربعة وهي : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وجمع علم الأربعة في القرآن وعلم القرآن في المفصّل وعلم المفصّل في الفاتحة وعلم الفاتحة في قوله :{إياك نعبد وإياك نستعين }(الفاتحة 5) .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
رواه البخاري و مسلم .
منزلة الحديث
هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا والإكثار من ذكره وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات .
ملأ : الملأ أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدّموهم الذين يرجع الى قولهم والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعة .
حسن الظن بالله
بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال فبيّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به أي أنه يعامله على حسب ظنه به ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر فكلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء فيما عنده فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : أنفق يا ابن آدم أنفق عليك )
رواه البخاري و مسلم .
منزلة الحديث
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته وإخلاف الله على العبد ما أنفقه في سبيله .
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( قال الله تبارك وتعالى : أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرّحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتتّه ) .
رواه الترمذي و أبو داود و أحمد في المسند قال الترمذي حديث صحيح وصححه الألباني .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدّ فقرك وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) .
تخريج الحديث
رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم وقال الترمذي حسن غريب وصححه الألباني
معاني المفردات
تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
أملأ صدرك : أي قلبك .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) .
تخريج الحديث
رواه البخاري بهذا اللفظ وروي بألفاظ مختلفة في البخاري و مسلم عن عائشة و عبادة بن الصامت و أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ) وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته ) و ( ألقيته في جهنم ) و ( أدخلته جهنم ) و ( ألقيته في النار ) .
الحديث أصله في صحيح مسلم وأخرجه الإمام أحمد و أبوداود و ابن ماجة و ابن حبان في صحيحه وغيرهم وصححه الألباني .
معاني المفردات
نازعني : المعنى اتصف بهذه الصفات وتخلق بها .
قذفته : أي رميته من غير مبالاة به .
قصمته : القصم الكسر وكل شيء كسرته فقد قصمته
منقول